ضُغوط الحياة وصف الله سُبحانهُ وتعالى في القُرآن الكريم صعوبة حياة الإنسان وما يُحيطها بقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، والكبد هوَ مشاقّ الحياة وضنكها وصعوباتها التي تأتي على الإنسان من لحظة ولادته وحتّى موته، فلا يوجد أحد مُتمّع بحياته بالكُليّة وإنّما تواجهه الضغوط التي تتسمّ بها الحياة وخصوصاً في هذا العصر الذي زادت فيه الإلتزامات والضغوطات الحياتيّة عن السابق بكثير.
ضُغوط الحياة هي جُملة الأعباء التي تفرضها الحياة على الإنسان بالتزاماتها تجاه الشخص نفسه وتجاه بيته وأولاده ومُجتمعه، وليست بالضرورة أن تكون هذهِ الضُغوط أموراً سلبيّة كالمرض والفقر وغيره، بل مُن الممكن أن تكون كثرة المال سبباً في الضغوطات المستمرّة التي يتعرّض لها الشخص من حيث المُحافظة على رأس المال وتنميته ومراقبة المشاريع وإدارتها، وما يتّصل بهذا الجانب أيضاُ من العمل، وللتوضيح أيضاً سنُلقي الضوء على أهمّ الضُغوطات الحياتيّة التي يُعاني مِنها أكثر الناس اليوم.
أهمّ الضغوطات الحياتيّة - ضغوطات تأمين الرزق: وهو ما يُقلق بال الكثيرين اليوم، فتراه في همّ دائم وتفكير مُستمرّ في كيفيّة تأمين المال الذي يستطيع منهُ الإنفاق على نفسه وبيته، وينتشر هذا القلق وهذا الضغط النفسيّ لدى كثيرين من الناس خُصوصاً في المنطقة العربيّة ولا سيّما منها التي تُعاني من شُّحّ الإمكانات الماليّة والمصادر الطبيعيّة، والحلّ لهذا الأمر أن يكون الشخص مؤمنا بقسمة الله بعد الأخذ بالأسباب؛ لأنَّ الرزق بأمر الله ومن عند الله.
- ضغوطات العمل: يقع هذا الضغط الحياتيّ المُستمرّ على الطبقة العاملة سواءً في الوظائف الخاصّة أو الحُكوميّة، حيث يُقلق بال الكثيرين الترقّي الوظيفيّ أو ربّما التسريح من العمل، أو حتّى حجم العمل الذي يقع على عاتق الموظّف ولا يستطيع دفعه إلاّ بالعمل المُستمرّ ولساعات طويلة وهو ما يُشكّل اجهاداً نفسيّا وجسديّاً.
- الضغوطات التعليميّة: وهو الضغط الناتج عن السعي المُستمرّ والتفكير في الحُصول على الدرجات العلميّة والخوض في غِمار الدراسة والسعي نحوَ التفوّق، وفي وسط هذهِ الأهداف الإيجابيّة تتشكّل لديك ضُغوط نفسيّة اضافيّة بضرورة تحقيق الهدف الخاصّ بك فينجم عن ذلك ربّما التوتّر والقلق أحياناً.
- ضُغوطات عامّة: وهي ما تتشكّل لدى الإنسان بفعل المُحيط الذي يعيش فيه كالغلاء المعيشيّ الذي يواجهه الكثير من الناس، والضغوطات التي تفرضها المراحل السياسيّة في أي دولة ذات استبداد سياسيّ وقمعيّ، وضُغوطات الآباء على الأبناء، والضغوطات على الأهل في حُسن التربية للأطفال لديهم وتعليمهم واخراجهم بأحسن صورة للمجتمع.